الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله. وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه اما بعد.
انه ينتشر في هذه الأيام عباراتٌ مثلُ ” أحرص على أن تطوي صحيفة أعمالك أخر السنة بأستغفار وتوبةٍ وعملٍ صالح ونحو هذه الكلمات.
وهذه الرسالة و أمثالها من ما يحرم على المسلم أو المسلمة ارسالها وتناولها ونشرها بين الناس وذلك لأمورٍ ثلاثة.
الأمر الأول- أن فيها دعوة الناس إلى تخصيص أخر العام بشيءٍ من العبادات، وتخصيص أخرهِ بعبادة لم يأتي لا في القرءآن ولا في السُّنةِ ولا نقل عن السلف
الصالح فعلى هذا يكون من البدع المحرمات، وتكون هذه الرسالة دعوةٌ إلى إحياء البدع ونشرها بين الناس.
والأمر الثاني- أن القول بأن صحائف الأعمال تطوى في أخر كُلِ عامٍ قول يحتاج من صاحبه إلى دليل من القران والسنة لأن طّي الكتاب من الأمور
الغيبية فأين دليل مرسلُ هذه الرسالة على هذه الطّي حتى يسارع ويسابق إلى إرسالها ونشرها من غير تروٍ ولا مراجعة ولا خوفٍ من الله ومراقبة.
ثم أن التاريخ الهجري كما بيّنا لم يوضع إلا في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فيا تُرى متى كانت تطوى صحائف الأعمال من كان قبل وضعه.
والأمر الثالث- أن المقرر عند أهل العِلم أن صحائف أعمال العبد أنما تطوى بالموت ولا تزال صحيفته يكتب فيها ما عمل من خيرٍ ومن شْرٍ حتى ينتهي أجله، فاحذروا
عباد الله من مثلِ هذه الرسائل وغيرها وتأكدوا قبل أن ترسلوا أي رسالةٍ فقد تكونوا مِن مَن يشنرُ بدعة من حيثُ لا تشعر فتأخذ وزرها و وزر من عمل بها.
اللهم أحسن عاقبتنا في امورنا كلها واجعل اعمالنا في رضاك
ربنا أغفر لنا ذنوبنا واسرافنا على امرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين
ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب النار وصلى الله علي نبينا محمد.
مختصر من خطبة الشيخ : خالد ضحوي.