شرح الحديث رقم 47 و 48 من اللؤلؤ والمرجان للشيخ خالد ضحوي الظفيري.

47 – حديث أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: آيَةُ الإيمانِ حُبُّ الأَنْصارِ، وَآيَةُ النِّفاقِ بُغْضُ الأَنْصارِ.
48 – حديث الْبَراء قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الأَنْصارُ لا يُحِبُّهُمْ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَلا يُبْغِضُهُمْ إِلاّ مُنافِقٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللهُ.

هذا فيه أن من الإيمان حب الأنصار رضي الله تعالى عنهم،  لِما لهم من الفضل في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، لأول الإسلام فهم لهم فضلٌ فيجب على المؤمنين أن يحبونهم
كذلك يجب على المؤمنين  و من علامات الإيمان أنهم يحبون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جميعاً المهاجرين والأنصار وكل من ثبت له صحبةٌ النبي صلى الله عليه وسلم وجب على المؤمنين أن يحبوه وأن يوالوه وأن لا يرضوا بالطعن فيه ولا يرضوا
بغمزه ولا بلمزه بل لا يذكرونهم إلا بالجميل كما قال: الطحاوي ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل، لا نذكر الصحابة رضوان الله تعالى عليهم إلا بالجميل وحتى الفتنة التي وقعت بين الصحابة من القتال، لا نذكره ولا نتعرض له ونقول كلٌ مجتهدٌ،
منهم من أخطأ ومنهم من أصاب لكن كلهم لهم فضل الصحبة وكلٌ له فضل عند الله سبحانه وتعالى فنمسك عما شجر بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهذه عقيدة السلف أن لا نتكلم في هذه المسائل ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً
فإذا رأيت الرجل، يغمز في رجلٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فاتهمه على الإسلام كما يقول الإمام أحمد رحمه الله: إذا رأيت الرجل يطعن في أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فاتهمه على الإسلام، وفي رواية قال: فاعلم أنه زنديق
لماذا يطعنون في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، علله أبو زرعه رحمه الله تعالى قال: أنهم يريدون أن يطعنوا في شهودنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لان هم الشهود الذين نقلوا الدين الى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإذا طعنا في هذه السلسلة أو في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم  عند ذلك نكون قد طعنا في الإسلام وطعنا في نبي الله صلى الله عليه وسلم لأنه أثنى على صحابته واتخذهم أصحاباً، فهذا فيه طعنٌ في الإسلام ، فيه طعنٌ في نبي الإسلام  فيه طعنٌ في الدين وإسقاطه كله،
لذلك قال: فاعلم أنهم زنادقة، في الأخير بعد أن بين إنهم شهودنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا رأيت الرجل يطعن في أحد  أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأعلم انه على هذه الصفة ونص أهل العلم على أن معاوية بن أي سفيان وهذا كثير ما يطعن فيه الرافضة
أو من والاهم وبعض المتكلمين والعقلانيين، يطعنون في معاوية رضي الله تعالى عنه أو في أبيه أو في أمه أبو سفيان وهند  رضي لله تعالى عنهم جميعاً  كلهم ثبتت لهم صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، بل معاوية كاتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم
لذلك يقول أبو توبة قال: معاوية سترٌ لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا رأيت الرجل يجترئُ على هذا الستر فقد أجترئ على صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، يعني هذا باب أو فتنة أو امتحان إذا رأيت الرجل يطعن في معاوية فأعلم انه
طاعنٌ في أبي بكر وعمر وفي الصحابة جميعاً لأنه دخل أو ولج في هذا الباب الخطير العظيم، حتى أن بعضهم فضل عمر بن عبد العزيز على معاوية رضي الله تعالى عنه لأن عمر موصوف بالعدل والصلاح وهذا لا شك فيه عمر بن عبد العزيز
لكنه ليست عنده فضل الصحبة فلما فضله بعضهم على معاوية قال السلف رحمهم الله : لغبار في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم  خيراٌ من كذا من عمر بن عبد العزيز وهذا فضل الصحبة وحدها أفضل من من جاء بعده
وهذا نجزم به أن أحاد الصحابة كلهم أفضل من من جاء بعدهم لأنهم حازوا فضل الصحبة ويخطئ من يقول أن هناك من التابعين أو من أتباع التابعين  من هوا أفضل من أحاد بعض الصحابة وهذا خطأ ففضل الصحبة لا يعدلها فضلٌ فهم أفضل من من جاء بعدهم بآحادهم وبجنسهم جميعاً
لذلك تجد بعض الكتاب مثل سيد قطب وغيره يطعنون في معاوية رضي الله تعالى عنه ويطعنون في عثمان رضي الله تعالى عنه ثم بعد ذلك يقولون أنه إمام ومجدد وشهيد ولا يلتفتون إلى قضية عقائده الضالة ولا يلتفتون إلى قضية طعنه بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
لمجرد أنه وقف ضد حاكم من الحكام، فهو عندهم الشهيد المجدد فهذا هو عين الإرجاء، لأنهم نظروا إلى وقوفه للحاكم فقالوا لا يضر مع الوقوف على الحاكم ذنب فمهما ارتكب من الموبقات :
 قال :بخلق القرآن و طعن في موسى عليه الصلاة السلام وقدم لرواية فيها طعن لأدم عليه الصلاة والسلام وقال أن القرآن موسيقى وطعن في عثمان رضي الله تعالى عنه وقال إن خلافته فجوة وطعن في معاوية وعمرو بن العاص وقال انهم أهل رشوه وخداع وكذب، يطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعد ذلك
إذا جئتهم وقلت لهم  هؤلاء التكفيريين سيد قطب يقول كذا وكذا لا يرضون في الطعن فيه ولا يرضون بالكلام عليه لأنه قام على الحكام وهذا يظهر كذب من يزعم انه يدافع عن الصحابة ويزعم أنه يتكلم على الرافضة ويناقشهم في القنوات ويرد عليهم ثم إذا جئته إلى قضية سيد قطب أنه طعن في الصحابة تجده يتنكر ويرجع ويخالف مذهبه،
 هذا يدل على انهم ليس غرضهم هو الدفاع عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وإنما لأغراض أخرى ولو كانوا صادقين في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم بالرد على الرافضة لما رضوا بطعن سيد قطب  لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلماذا لم يرضوا بطعن الرافضة ورضوا بطعن سيد قطب وكلهم يطعن  نسأل الله السلامة،
الشاهد أن حب الصحابة وحب الأنصار وحب المهاجرين علامة من علامات الإيمان وأن بغضهم وذمهم من علامات النفاق والاتهام في الإسلام.

وكانت بتاريخ 8/10/2011

free counters
Free counters